مااحلاك ياوطن الاحبة والارحام
مع بواكير الصباح ورقة الانسام
وشقشقة العصافير شجية الانغام
والشمس تكشف عنك ثوب الظلام
والصبح يحيك بوهج الضياء التام
صباح الخير يا صاحي من المنام
تعظيم سلام مني ليك كل الاحترام
ماابهاك مأوى ومنزلا واحب مقام
انا حبي ليك ياوطن ما مجرد كلام
شئ منذ الازل مكتوب علي الزام
حس مخلوق معاي بوتيرة وانسجام
فطرة حبانيها ذو الجلال والاكرام
وانا لم اذل جنينا في حشا امي انام
رحبت بي لما ضاق بالرحم الزحام
وانقضت ايامي به وحان الانصرام
فجئت الى الوجود في رحابك بسلام
بهرني ضياك وانا الآت من القتام
وشممت اريج نسيمك فزارني الهام
بانك صنو امي وانا منك اليك رَغَام
فإطمانت نفسي وعلا وجهي ابتسام
وسُرَّ اهلي ببراءتي واعجبتهم كغلام
مضت ايامي تعدو وبداخلي استفهام
هل انت سر وجودي يا وطن الوئام؟
انت يانبع المودة والسكينة والسلام
كم انت غالي وعنك ابدا لايمل الكلام
حتما سيظل حبك ملهمي على الدوام
لان كثرة تقربي منك زادتني بك المام
ترابك كم سجدت له جباه وقبلته افمام
وكم شهيد قضى فداك ما هاب الحِمام
ان معرفة سر حبك حملتني على الاقدام
لكشف اللغز الكبير واماطة عنه اللثام
ففي غفلة من امي حانت لحظة اغتنام
وقبل ان ينتبه الذين من حولي من الانام
ملات يدي بثراك الغالي شهيء الالتهام
وضعته في فمي ولوكته وذقته استطعام
ولقمت حفنة اخرى وبلعتها باللعاب ايدام
فزجروني ووبخوني وكأن ترابك سام
فما لانت عزيمتي ولا استسلمت للاوهام
فاعدت الكرة مرارا دون ان ابلغ المرام
لكن شعرت بيك احلى وجميل عند الفطام
حين اكلت من خيرك لقمة في اول طعام
وجلست على اديم ارضك ارضع الابهام
وانا مازلت أستكشف الحولي من ابهام
فاحسست بيك داخل الجسد بين المسام
تنمو وتزداد مع جسمي جرام بجرام
وحبك في داخلي كبر وزاد مع الايام
فعشقتك يابلدي وهمت بيك اكبر هيام
ومن اللحظة ديك استحال بينا انفصام
بعتز بيك وبتمنى ليك تكون دوما تمام
اموت لاجلك ياوطني ان رايتك يوما تضام
ففي داخلي انت الشموخ والكبرياء سنام
انت عزيز والعزة لامعة في صدرك وسام
اريدك بين الدول دايما تكون عالي المقام
alnawrany