الـرّوحُ مـثلُ يـمامـةً خـفّاقـةً من حيـثُما هبّ الزّمانُ تميلُ
مالي أراك إذاً خنقتَ يمامتي أشفق بربّك أشفقْ المنديلُ
شيطانُ شعري دائماً مشغولُ عنِّي بأمرٍ دمتُ منه عليلُ
لمّا أتاني حاملاَ زُغرودتي أخرجتَ حلقيَ واللّهاة تصولُ
ما ابـتـلّ شـوقي حِـينما أبـْصـرتُ نَصَّ قـصيـدتي فـوق السَّـحاب يســيـلُ
لامستُ صهوتَهَا بِريشةِ شاعرٍ فأنخْت تذْبحُ ما عناكَ صهيلُ
وأدرت وجهكَ في يديكِ سِماتُنا وعلى ثيابِكَ مُحزنٌّ وقتيلُ
ومنعت عنَّا قوتَ دهرٍ كامنٍ عمقَ القصيدِ وفي الرَّجاءِ نحيلُ
يحبُو إلى الإلهام يصطنع الخطى فسرقتَ طفلاً والبكاءُ دليلُ
لـمَّـا أتاك مُحـشْرجـا متـنهِّدا شـبَّت سُـمومُـك للرَّجـاء تُـقـيلُ
أحسستُ كفَّك في جيوبيَ لمْ أخلْ لصَّ القصائدِ من حَسِبْتُ أصيلُ
فهـجوت’ فـعـلَكَ لا أريدُ مـهانــةً فالفـعْلُ فِعْلٌ والذّلــيلُ ذلــيلُ
يا لـصَّ شـعْـريَ والــقصـيدُ أمـانـةٌ حُـمِّلـتها والحافظيـنَ قليلُ
فرميتَ ما قَصَمَ الظُّهورَ ولست منْ يمضي بحملٍ والطَّريقُ طويلُ
متوجَّعٌ وأراكَ تضْحكُ خانِقي ما دُمتَ تسْمعُ من يُشيدُ "جميلُ"
إنْ كنْت في تصفـيـقهم تَكُ ظالـماً فالعيبُ يُنْصِفُ حقّنا ويَكيلُ
إن كنت في تصفـيـقهم تَكُ أخْـرساً فالـذُّل يُـعْلنُ نفسَـه ويقولُ
لصَّ النُّصوصِ تعيشُ عمرَكَ ظامِئاً والمجدُ حلمك ما إليه سبيلُ
و وإصـَبعيّ لأسْقِـيَـنَّـك كـأسَـه فالعارُ عـنديَ مِـغْرَفٌ وسـبيـلُ
مـا دامَ مِـثْـلُـك مـن نُـعـزُّ جـوارَه فيـذلّـنا والإصْـطبارُ ثـقيـلُ
مـزِّق بـنَصْـلِك يا ابْن آدم رُوحَـنا قــابيـلُ أنْت وكُلَّنا هــابِيــلُ