إن العلم الحديث والمستقبلي يستحيل أن يجزم معرفته مسبقاً تحديد زمن وقوع الموت , فالموت دخول بزمان ومكان مختلفين وليس حالة من العدم . والأموات لها مستقبلات إدراك تسمع وترى وتحس وتتحدث من خلالها في عالمها الجديد وهو عالم القبور أو عالم البرزخ .
والجسد وسيلة الإدراك بالحياة الدنيا لما يحمله من أجهزة تشعر بالأحداث المادية, إلا انه غير ملائم لعالم القبور مما يجعل الملائكة تنزع الروح وتصعد بها للسماء وتترك الجسد يتحلل ويتعفن إلا إذا عدله الله ليعيش بعالم القبور بكيفية لا ندركها .
إن الكائنات الحية على كوكب الأرض تشترك في ثلاث هي الروح والنفس والجسد بينما تشترك مع الموتى في اثنتين هما الروح والنفس , لذلك تقع أحداث خارقة تنتمي إلى علم أطلق عليه ما وراء الطبيعة (****physical ) الذي يبحث عن تفسيرات لأحداث تقع لا تنتمي للقوانين الطبيعية المعروفة .
كأن تنام فترى انك ركبت قطار فقابلت صديقك وعند استيقاظك من النوم تجبرك الظروف لتركب قطار فتقابل نفس الصديق الذي رأيته في المنام .
وقد يرى شخصاً أمه التي ماتت تخبره أثناء نومهِ بوجود أشياء مخبأة في ركن محدد بالبيت وعندما يستيقظ ويبحث عن هذه الأشياء يجدها بنفس المكان الذي اخبر عند نومهِ .
والسؤال كيف يحدث هذا ؟
أثناء النوم تنطلق أرواحنا تسبحُ في ملك الله بكيفية لا يعلمها إلا الله وعندها تتقابل مع أرواح أشخاص نائمة مثلنا أو ميتة يتبادلا الحديث والأخبار بأشياء قد تقع حدوثها حقيقةً في حياتِنا الدنيا بأذن الله , إلا أن الفرقَ بين النائمِ والميتِ هو أن الله يرسل روح النائم إلى جسده مرة أخرى فيستيقظ بينما يمسك روح الميت فيظل في عالم الموتى , فقد قال الله سبحانه (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون)
َ
وهذا يعنى أننا لسنا في انقطاع تام عن موتانا الذين رحلوا عن دنيانا كما أننا لا نفنى بالموت إنما ننتقل لعالم أخرى حقيقي قائم مازال محجوب عنا يكشفه الله لنا بموتنا .
بسم الله الرحمن الرحيم
{ لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ } صدق الله العظيم
اللهم ارحم أمواتنا جميعا واجمعنا بهم في خير يوم نصيروا إلى ما صاروا إليه